عكف إبليس اللعين وجنوده على وضع خطة شيطانية؛ من شأنها إحداث خلل كبير في توازن قوى الإخلاص والمراقبة لدى ذلك القلب الحي!!
وكانت الاستراتيجية تتركز على تشتيت خطوط الدفاع والحصانة لدى القلب الحي؛ بحيث يتسع عليه الخرق؛ فلا يدري بأي خطوط الدفاع ينشغل؟!!
وكانت الاستراتيجية تتركز على تشتيت خطوط الدفاع والحصانة لدى القلب الحي؛ بحيث يتسع عليه الخرق؛ فلا يدري بأي خطوط الدفاع ينشغل؟!!
وللاطلاع على تفاصيل تلك الاستراتيجية؛ ينتقل بنا المشهد إلى قاعة الاجتماعاتالشيطانية، حيث جمعوا فيها خبرتهم الإبليسية، وحشدوا لها من الجنود والأسبابالاختراقية؛ ما يجعلهم يطمئنون إلى إمكانية تحقيق أهدافهم الإجرامية!!
وبدأ إبليس الشرح مستهلاً بقوله :
أيها الشياطين . . لقد قطعت على نفسي عهداً منذ القدم (وأنا الهالك لا محالة!!)بغواية بني آدم!! وضحيت بنفسي في مقابل تحقيق ذلك!! وكنت أعلم مسبقاً أن مهمتي ستكون سهلة في عموم بني آدم!! ولكنها لن تكون من السهولة بمكانٍ أبداًأمام المخلصين من عباد الله!!
فما نبذله من جهدٍ وعملٍ دؤوب صباح مساء؛ لإغواء ألفٍ من بني البشر، يستعصي علينا، بل وأضعافه أمام مخلص واحد!!
لذا يجب عليكم الدخول إلى تلك المعركة بمنتهى الشراسة والضراوة، حتى ننجح في كسر حاجز الإخلاص لدى ذلك القلب؛ فنقضي على الحياة فيه!! أو على أقل تقدير نصيبه بالأمراض القلبية في مقتل؛ حتى تضعف مقاومته أمامنا، فلا يرهقنا كل هذا الإرهاق في إغوائه!!
أحدهم يتساءل :
لماذا لا نركز جهدنا فقط في إغواء أي فاتنة من الفاتنات حوله، سواء في مكان عمله أو قريبة من مسكنه، أو في محل دراسته، بأن نلقي في روعها وأحاسيسها وأعماق مشاعرها بأنه فارس أحلامها، فتقوم باستدراجه هي بطريقتها؛ فتكفينا تلك المهمة، وتأخذه في عالمٍ آخر من الخواطر والأماني، بحيث نسلط عليه بقية سهامنا المسمومة، وهو في حالة أشبه ما يكون بمريض الفراش؛ فنقضي عليه؛ بعدما يكون سرطان العشق قد بلغ به مبلغه؟!!
يرد عليه إبليس قائلاً :
من طرحك يبدو أنك تفتقد تماماً إلى الخبرة بحقيقة العباد المخلصين؟! فهؤلاء قد وضعوا خطوطاً حمراء حول جميع أنواع الفتن، وبالأخص النساء!! فما أن يستشعروا خطر هجوم وشيك، إلا واحترزوا منه على الفور!! حيث تُصدر غرفة القيادة العليا في قلوبهم تنبيهات إنذار عاجلة، تجعلهم يحذرون أشد الحذر من مجرد الاقتراب!! بل ويقطعون كافة السبل والطرق المؤدية إلى قلوبهم، فلا يستعصون على مجرد الفتن فحسب، وإنما حتى على رياح تلك الفتن أن تصل إليهم!! فهم مقاتلون أشداء!! يتخذون من حبلهم الموصول بالله دوماً؛ مدداً لإزالة أسباب الفتن عنهم!!
القرين :
وفي حالة هذا القرين خاصة، فإنني أنتهز هذه الفرصة، وأتقدم إلى القيادة الإبليسية العليا بطلب استنجاد عاجل، حيث جعلني كما ترون، هزيلاً شحيحاً متهالكاً؛ من كثرة ذكره وقلة غفلته، ومسارعته في فعل الطاعات والقربات!! فلم يدع لي طعاماً يؤكل، ولا نومةٍ استريح فيها؛ حتى أنني صرت مداوماً أثناء قيامه بالليل وكأني أحرسه!! بل وكدت أحفظ أذكار الصباح والمساء من شدة مواظبته عليها!! بل ووصل بي الأمر في بعض الأحيان أن أصبت بمسٍ من الجنون؛ حيث التبس عليَّ الأمر، فوسوست له بخير بدلاً من الشر؛ وذلك لأنه أقحمني معه لا إرادياً في نمط حياته الذي يدور كله في فلك أفعال الخير!! وعليه فهل هناك مجال لاستبداله بغيره من المنافقين أو الكافرين؟! قبل أن يُدركني اليقين؟!
إبليس غاضباً :
خسئت وهلكت أيها اللعين!! وجعلك أيضاً تتحدث بلغة المؤمنين : (قبل أن يدركني اليقين)؟!! أنت أسوأ مثال للشياطين، وسوف أريك وجنودي، ماذا سنفعل في هذا العبد العنيد، وعساك أن تتعلم منَّا، وتواصل من بعدنا السير على نفس الطريق، حتى نراه معنا في قعر جهنم مع جموع الهالكين!!
القرين :
وماذا لو فشلتم في محاولاتكم معه، هل ستعافوني من مهمتي معه!!
إبليس غاضباً :
قلت لك اخسأ إيها الشيطان اللعين، وما عليك فقط؛ إلا تنفيذ الأوامر الصادرة إليك من القيادة الإبليسية العليا، وسوف ترى كيف يكون السحق المبين!!
هبَّ أحد الجنود قائلاً :
نحن جميعاً طوع أمرك أيها الجد الكبير (إبليس اللعين) فأمرنا بما تراه مناسباً منالخبث، والمكر المبين!!
إبليس اللعين :
ستكون خطتنا على عشرة محاور :المحور الأول : إيقاعه في الشر من طريق الخير!!
المحور الثاني : إشغاله في كثير من المباحات لصرفه عن الواجبات!!
المحور الثالث : الحد من شدة ذكره لله بمختلف الوسائل والملهيات؛ لرفعالحصانة عنه!!
المحور الرابع : بدء عرض الفتن عليه واحدة تلو الأخرى!!
المحور الخامس : إصابة العقل بسهم خلفي لاستدراجه في إشغال حيز من التفكير في تلك الفتن!!
المحور السادس : تدخل شياطين الإنس عن اللزوم؛ لتنفيذ الأجندة المناطة بهم في الوقت المناسب!!
المحور السابع : محاولة إيقاعه في اقتراف بعض المعاصي ولو كانت منالصغائر!!
المحور الثامن : حرمانه من بعض الرزق نتيجة تلك المعاصي، وتضييق منافذ نفسه عليه بسبب ذلك الحرمان!!
المحور التاسع : استعظام وقوعه في تلك المعاصي في عينيه، وإشعاره بالضياع، وبدء إطلاق سهام القنوط من رحمة الله عليه!!
المحور العاشر : التمهيد لإيقاعه في إحدى الكبائر للإجهاز عليه!!
وعلى الجانب الآخر، يظهر القلب الأبيض وهو لا يزال نابضاً مفعماً بالحياة؛ يتبادل الحديث بثقة كبيرة مع جنود جيش الخير، في مشهد يوحي إليك بمدى استعداد الجميع لهذا الهجوم الشيطاني المباغت!!
وبابتسامة مشرقة، لا يزيد عن ترديد قوله تعالى :
(إن كيد الشيطان كان ضعيفاً)!!
تابعوا في الحلقة القادمة . .
تفاصيل تلك المحاور، وكيف ستكون مواجهة القلب الحي لها؟!
لماذا لا نركز جهدنا فقط في إغواء أي فاتنة من الفاتنات حوله، سواء في مكان عمله أو قريبة من مسكنه، أو في محل دراسته، بأن نلقي في روعها وأحاسيسها وأعماق مشاعرها بأنه فارس أحلامها، فتقوم باستدراجه هي بطريقتها؛ فتكفينا تلك المهمة، وتأخذه في عالمٍ آخر من الخواطر والأماني، بحيث نسلط عليه بقية سهامنا المسمومة، وهو في حالة أشبه ما يكون بمريض الفراش؛ فنقضي عليه؛ بعدما يكون سرطان العشق قد بلغ به مبلغه؟!!
يرد عليه إبليس قائلاً :
من طرحك يبدو أنك تفتقد تماماً إلى الخبرة بحقيقة العباد المخلصين؟! فهؤلاء قد وضعوا خطوطاً حمراء حول جميع أنواع الفتن، وبالأخص النساء!! فما أن يستشعروا خطر هجوم وشيك، إلا واحترزوا منه على الفور!! حيث تُصدر غرفة القيادة العليا في قلوبهم تنبيهات إنذار عاجلة، تجعلهم يحذرون أشد الحذر من مجرد الاقتراب!! بل ويقطعون كافة السبل والطرق المؤدية إلى قلوبهم، فلا يستعصون على مجرد الفتن فحسب، وإنما حتى على رياح تلك الفتن أن تصل إليهم!! فهم مقاتلون أشداء!! يتخذون من حبلهم الموصول بالله دوماً؛ مدداً لإزالة أسباب الفتن عنهم!!
القرين :
وفي حالة هذا القرين خاصة، فإنني أنتهز هذه الفرصة، وأتقدم إلى القيادة الإبليسية العليا بطلب استنجاد عاجل، حيث جعلني كما ترون، هزيلاً شحيحاً متهالكاً؛ من كثرة ذكره وقلة غفلته، ومسارعته في فعل الطاعات والقربات!! فلم يدع لي طعاماً يؤكل، ولا نومةٍ استريح فيها؛ حتى أنني صرت مداوماً أثناء قيامه بالليل وكأني أحرسه!! بل وكدت أحفظ أذكار الصباح والمساء من شدة مواظبته عليها!! بل ووصل بي الأمر في بعض الأحيان أن أصبت بمسٍ من الجنون؛ حيث التبس عليَّ الأمر، فوسوست له بخير بدلاً من الشر؛ وذلك لأنه أقحمني معه لا إرادياً في نمط حياته الذي يدور كله في فلك أفعال الخير!! وعليه فهل هناك مجال لاستبداله بغيره من المنافقين أو الكافرين؟! قبل أن يُدركني اليقين؟!
إبليس غاضباً :
خسئت وهلكت أيها اللعين!! وجعلك أيضاً تتحدث بلغة المؤمنين : (قبل أن يدركني اليقين)؟!! أنت أسوأ مثال للشياطين، وسوف أريك وجنودي، ماذا سنفعل في هذا العبد العنيد، وعساك أن تتعلم منَّا، وتواصل من بعدنا السير على نفس الطريق، حتى نراه معنا في قعر جهنم مع جموع الهالكين!!
القرين :
وماذا لو فشلتم في محاولاتكم معه، هل ستعافوني من مهمتي معه!!
إبليس غاضباً :
قلت لك اخسأ إيها الشيطان اللعين، وما عليك فقط؛ إلا تنفيذ الأوامر الصادرة إليك من القيادة الإبليسية العليا، وسوف ترى كيف يكون السحق المبين!!
هبَّ أحد الجنود قائلاً :
نحن جميعاً طوع أمرك أيها الجد الكبير (إبليس اللعين) فأمرنا بما تراه مناسباً منالخبث، والمكر المبين!!
إبليس اللعين :
ستكون خطتنا على عشرة محاور :المحور الأول : إيقاعه في الشر من طريق الخير!!
المحور الثاني : إشغاله في كثير من المباحات لصرفه عن الواجبات!!
المحور الثالث : الحد من شدة ذكره لله بمختلف الوسائل والملهيات؛ لرفعالحصانة عنه!!
المحور الرابع : بدء عرض الفتن عليه واحدة تلو الأخرى!!
المحور الخامس : إصابة العقل بسهم خلفي لاستدراجه في إشغال حيز من التفكير في تلك الفتن!!
المحور السادس : تدخل شياطين الإنس عن اللزوم؛ لتنفيذ الأجندة المناطة بهم في الوقت المناسب!!
المحور السابع : محاولة إيقاعه في اقتراف بعض المعاصي ولو كانت منالصغائر!!
المحور الثامن : حرمانه من بعض الرزق نتيجة تلك المعاصي، وتضييق منافذ نفسه عليه بسبب ذلك الحرمان!!
المحور التاسع : استعظام وقوعه في تلك المعاصي في عينيه، وإشعاره بالضياع، وبدء إطلاق سهام القنوط من رحمة الله عليه!!
المحور العاشر : التمهيد لإيقاعه في إحدى الكبائر للإجهاز عليه!!
وعلى الجانب الآخر، يظهر القلب الأبيض وهو لا يزال نابضاً مفعماً بالحياة؛ يتبادل الحديث بثقة كبيرة مع جنود جيش الخير، في مشهد يوحي إليك بمدى استعداد الجميع لهذا الهجوم الشيطاني المباغت!!
وبابتسامة مشرقة، لا يزيد عن ترديد قوله تعالى :
(إن كيد الشيطان كان ضعيفاً)!!
تابعوا في الحلقة القادمة . .
تفاصيل تلك المحاور، وكيف ستكون مواجهة القلب الحي لها؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق