ولا سبيل للمتحابين إلا النكاح" أما إذا حدث الحب مع عدم القدرة على الزواج فاكتمه واصبر ولا تتخذ خطوات تقودك إلى سراب أو حرام.
والأوْلَى بك هو أن تحمي نفسك من سيطرة فكرك، ولا تقل لنفسك "لازم أحب" إلا وأنت قادر على الزواج حتى تحفظ قلبك.
*في أحيان عديدة نجد أن الفتيات هن اللاتي يتقربن من الشباب ولذلك تكون مقاومتهن صعبة فما هو الحل؟
خِطبة المرأة لنفسها الرجل الذي تريده زوجاً ليست مرفوضة في الإسلام بل هي حلال بلا شك.. وقد عرفنا ذلك في قصة زواج السيدة خديجة بالرسول صلى الله علية وسلم لكن المهم هو كيف يتم التعبير عن ذلك؟
ولكنى أرى
المصارحة هي أسوأ الخيارات خصوصاً من جانب المرأة لأن أحلى شيء فيها هو أنها غالية بالإضافة إلى أن حياءها يزيدها جمالاً وجاذبية. والتلميح لا يختلف كثيراً عن التصريح في مثل هذا الأمر والحل الصحيح هو جس النبض من خلال طرف ثالث، يتميز بالحكمة والأمانة. وهنا تأتي أهمية الأب الصديق والأم الصديقة لأنهما من الممكن أن يقوما بهذا الدور مثلما حدث في قصة سيدنا موسى عليه السلام.
حيث يقول تعالى في كتابة العزيز "قالت يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوى الأمين": وفي هذه القصة نجد أن الأب الذكي الَّلمَّاح فَهِمَ ما تريد ابنته، فذهب يَخْطِب موسى لها.
*هناك من يقول إن الحب قبل الزواج مهم حتى يتعرف الطرفان على بعضهما..ولكن
فالنموذج الغربي بَالَغَ في هذه القضية، وفي ذلك اسأل هل الأسر سعيدة في الغرب؟
وفي الحقيقة فإن ما يحدث هو أنها تزداد شقاء وطلاقاً يوما بعد يوم، كما أنه لا توجد زِيِجَة في الغرب إلا بعد حُبٍّ طويل. كما أن أعلى مُعَدل ضَرب الرجال لزوجاتهم موجود في الغرب.
الفرق بين الحب العاطفي والود مع الآخرين
-----------------------------------------
لا شك أن القلوب الرحيمة الرقيقة هي قلوب المؤمنين، ولاشك أن القلب الأقرب إلى الله هو القلب الرقيق الرفيق الرحيم على الناس، وأن أبعد القلوب عن الله هو القلب القاسي ..
فالعواطف الإيجابية محمودة مرغوب فيها، لكن هناك ضوابط ومحددات لوصف القلوب بالرقة ووصفها بالقسوة، خصوصا في تعاملها مع الناس، وما يمكن أن ينتج من ذلك من التعامل العاطفي من أخطاء..
وأستطيع أن أعبر لك عن ذلك من خلال عدة نقاط متتابعة:
*_* أولا: الرقة والرفق الإيجابي المرغوب فيه هو ما دل عليه الشرع وحث عليه وهو نوعان:
*نوع في علاقة العبد بربه ومعناه رقة قلبه إذا ذكر الله وآياته وخشيته من عذابه وعقابه، وحبه له سبحانه وشوقه لرضاه إلى غير ذلك مما لا تتصف به إلا القلوب المؤمنة الرحيمة .
*ثم النوع الثاني وهو الرفق في معاملة الناس من رفق مع الضعيف ورحمة له وترفق بالفقير وذي الحاجة ومعونته، ورحمة كل مكروب وتفريج كربته.
*_* ثانيا: محبة المؤمنين أمر مطلوب، وطاعة كريمة، وسببها أنهم طائعون لربهم قريبون منه عز وجل، فهم أهل الخير والإيمان، فنحب فيهم الطاعة، كما نكره في أهل المعاصي معاصيهم وندعو لهم بالهداية رحمة بهم وشفقة عليهم إن هم كانوا من أهل التوحيد.
*_* ثالثا: ما يمكن أن يسمى عاطفة تربط بين الرجال لا ينبغي أن تتعدى حسن المعاملة بما أمر الله، وطيب الكلام كما بين رسوله صلى الله عليه وسلم، والتعاون على البر والتقوى والدعاء له بظهر الغيب، وأداء حقوق الأخوة له من رد السلام وحفظ الحقوق وعيادة المريض والصدق معه والنصح له.. وغيرها مما أمر به ديننا الحنيف.
*_* رابعا: ينبغي أن يسيطر المرء على نفسه في محبته لمن حوله أيا كانوا، فيتعامل بالحكمة مع مشاعره وعواطفه، فلا يزيد في حبهم ولا يزيد في النفور عنهم، بل يكون وسطا في ذلك، وفي ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما".
*_* خامسا: ضابط الحب المقبول بين الرجال هو الحب في الله، يعني ما يدفع لرضا الله سبحانه، فإن كان يدفع أو يشجع على الغفلة أو الهوى أو الذنب أو الإعراض فهو ولاشك من الشيطان ويحرم اقترافه أو القرب منه ويجب تركه فورا.
*_* سادسا: هناك ضابط مهم آخر وهو سد الذرائع نحو ما يغضب الله، وفي موضوعنا ههنا يمكننا أن نستفيد منه في وصف ضبط تلك المعاملات، فنمنع المواقف والأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى الذنب أو الخطأ، خصوصا إذا علم المرء عن نفسه الضعف.
*_* سابعا: في علاقات الرجل والمرأة، حدد الإسلام أنه لا حب ولا عاطفة مقبولة بين رجل وامرأة أجنبية عنه إلا برابط الشرع الحنيف، وهو الزواج بمعرفة الولي.
*_* ثامنا: من علم من نفسه نوعا من تأثر سلبي في معاملته بالآخرين، وشك في حاله، وظن أن قربه سيوصله لخطى لا يضمن سلامتها فليبتعد فورا وليمتنع فورا عما يؤدي لذلك لئلا يندم بعدما يسول له الشيطان السوء بمكره وغوايته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق