الحب ينفعك ويشفيك قبل
أن ينفع غيرك ويشفيه، فإن كنت حقاً تحب نفسك وتسعى لنفعها وخيرها جسداً
وعقلاً وروحاً، فعلّم نفسك أن تحب كل من حولك وكل ما حولك لله وفي الله
حديثنا
اليوم عن الحب بمفهومه العام، أي كل مشاعر الحب التي يشعر بها الإنسان في
الحياة باختلاف أشكالها وصورها، إنه حب الخالق وحب المخلوقات وحب الكون من
حولنا، وهو لا يقتصر على الحب الغريزي أو الميل العاطفي الذي يشعر به
الإنسان من غير جهد سلوكي والذي لا يعدو أن يكون صورة من صور الإعجاب
الشديد أو التَّيْم، والذي غالباً ما يستمر في المعدل 6 أشهر فقط، وقد لا
ينتقل إلى المرحلة الثانية من الحب الحقيقي، وهو الحب المكتسب الذي يحتاج
إلى المجاهدة وتربية السلوك وحب الخير الذي يوافق الفطرة السليمة، والذي
أحله الشرع، بل وأثاب عليه.
خلق الله الإنسان وجعل فيه خاصية القدرة الداخلية الذاتية على أن يشفي نفسه، وبينت الأبحاث الكيفية التي بها يستطيع الحب أن يشفي، فعندما نشعر بالحب ونعطيه أو نستقبله، فإن الدماغ يفرز مجموعة من الهرمونات أحدها وأهمها هرمون "أوكسيتوسن" الذي يلقب بهرمون الحب، والذي يحث الإنسان على التواصل والترابط والتلاحم مع الآخرين وهذا غير مستغرب، فإن هذا الهرمون هو ذاته الذي يزيد إفرازه عند المرأة أثناء الرضاعة ويزيد من مشاعر التواصل والتلاحم والترابط بين الأم والطفل، لكن هذا الهرمون يقوم بوظيفة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، فهو يحمي من الآثار السلبية والضغوط الفسيولوجية والنفسية والعصبية بشتى أشكالها.
ومن الفوائد الأخرى لهرمون "الأوكسيتوسن" ما أوضحته الباحثة د. كاثلين لايد من جامعة شمال كارولينا، من أن الأوكسيتوسن إضافة لكونه يضفي علينا شعوراً جميلاً بشكل عام ويحسن المزاج، فإنه يخفض من نسبة الهرمونات المسؤولة عن الضغوط النفسية في الجسم ويخفض كذلك ضغط الدم، بل ويزيد القدرة على تحمل الآلام بأنواعها، ويساعد في سرعة التئام الجروح والشفاء من الأمراض.
وبذلك فإن الخالق جعل الحب جزءاً من تركيبة الجسم الكيميائية والفسيولوجية وجعل مركزه العقل، فالعقل هو أهم عضو مسؤول عن الحب وليس القلب. نعم إنه العقل .. الدماغ، ففي دراسات علمية عديدة منها دراسة د. هيلين فيشر التي قضت حياتها الأكاديمية كلها محاولة فهم ما يحدث في الدماغ عند الحب، وجدت أنه عندما يركز الشخص على من أو ما يحب فإن أجزاءً معينة ومحددة من الدماغ تشع وتضيء، مما يعني أن تلك المنطقة قد قام بتفعيلها، ومنها المنطقة المسؤولة عن إفراز هرمون "الدوبامين" الذي يلقب بهرمون المتعة أو السعادة، وكذلك هرمون "النورابينفرين"، وهذا يوضح الطاقة الهائلة التي يشعر بها من يحب شخصاً أو شيئاً ما، مما يجعله قادراً على أن يسهر الليالي دون نوم أو تعب أو يقطع مئات الأميال من أجل ما يحب ويغير عمله أو حتى أن يموت من أجل الشخص أو الشيء الذي يحب، فهذه الهرمونات التي تفرز في الدماغ وتتناسب مع شدة الحب يمكن أن تغرق الدماغ بكميات كبيرة لتمنح الجسم النشاط والقوة والحيوية والجلد والتركيز والقدرة على الاحتمال، وكلها يمكن التحكم فيها عن طريق تفعيل المناطق المحفزة في الدماغ على شكل هرمونات تتحكم في الجسم كله.
إن الأبحاث العلمية وبالاستعانة بالتقنية الحديثة استطاعت أن تكشف لنا أمراً عجيباً يحدث أثناء الإحساس بالحب، فعندما نشعر بالحب (بشكل عام) يفرز الجسم مادة حليبية بين خلاياه ولا نعرف هوية تلك المادة إلا أننا نعرف أن الخلايا تتقارب من بعضها بعضاً ويتحسن أداء كل عضو من أعضاء الجسم، وكأن كل خلية من خلايا الجسم أصبحت تحب أختها وتترابط معها لتحسين الأداء الوظيفي لكل عضو من أعضائها، ولذلك فإن عاطفة الحب تغير وبسرعة فزيولوجية الجسم وأداءه، فلا عجب أن تجد المحب يشعر بالقوة والفخر وتجده قادراً على التغلب على المشاكل مهما تعقدت، بل ويقهر العالم بأسره.
والعكس صحيح، فعندما يشعر الإنسان بالحزن أو البغض فإن هذه المادة الحليبية التي بين الخلايا تختفي وتتسارع حركة الخلايا في الجسم وتتنافر كأنها تبغض بعضها فيتدهور أداء أعضاء الجسم المختلفة فيشعر الإنسان حينها بالضعف والاكتئاب وانعدام القيمة والعجز عن القيام بأي عمل، بل ومغادرة الفراش كل صباح للذهاب إلى العمل، وهذا ما سنفصل فيه في المقال القادم الذي عنوانه (البغض يؤذيك قبل أن يؤذي غيرك).
إن الحب يعطي الإنسان فرصةً ووقتاً لإصلاح ما تلف في الجسم، فالحب يرسل رسائل لخلايا الجسم أن تبدأ في الإصلاح وإعادة البناء، إنها أعلى وأغلى وأهم طاقة يمتلكها الإنسان، الوقت والطاقة اللازمان لإصلاح الخلايا حتى لا يتأخر الإصلاح ويدفع الإنسان ثمن ذلك في إحدى صور الأمراض المختلفة والتي منها السرطانية.
حقاً إن الله خلقنا مهيئين للعلاج والشفاء الذاتي بأجسادنا وعقولنا وأرواحنا وجعل الحب أنجح تلك الوسائل لتحقيق هذا الشفاء.
ويُنظر للحب على أنه أفضل دواء مضاد للاكتئاب، بل لا تقل أهميتة لسلامة الإنسان عن الأكسجين الذي بدونه يموت. الحب مؤصل في فطرة الإنسان وفيه الخير الكثير له جسداً وعقلاً وروحاً، ولمكانة الحب ومنزلته جاء الإسلام حاثاً عليه ومهذباً وموجهاً له ليصبه كله لله، فالحياة كلها لله "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَه...".. فبالحب تكتشف حلاوة الإيمان "ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان..." وذكر منها "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله"، وبالحب يُستكمل الإيمان "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان".
وبالحب ندخل الجنة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا"، وبالحب تجلب محبة الله "وجبت محبتي للمتحابين فيَّ".
وبالحب تُجلب محبة الملأ الأعلى والقبول في الأرض، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلاناً فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض"، بل وحب كل كائنات الله في الأرض، فامرأة مومس دخلت الجنة في كلب سقته، بل وكل خلق الله حولنا، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا وهو ينظر إلى جبل ويحدث أصحابه قائلاً "إن أُحداً جبلٌ يحبنا ونحبه".
حقاً إن الحب ينفعك ويشفيك قبل أن ينفع غيرك ويشفيه، فإن كنت حقاً تحب نفسك وتسعى لنفعها وخيرها جسداً وعقلاً وروحاً، فعلّم نفسك أن تحب كل من حولك وكل ما حولك لله وفي الله.
خلق الله الإنسان وجعل فيه خاصية القدرة الداخلية الذاتية على أن يشفي نفسه، وبينت الأبحاث الكيفية التي بها يستطيع الحب أن يشفي، فعندما نشعر بالحب ونعطيه أو نستقبله، فإن الدماغ يفرز مجموعة من الهرمونات أحدها وأهمها هرمون "أوكسيتوسن" الذي يلقب بهرمون الحب، والذي يحث الإنسان على التواصل والترابط والتلاحم مع الآخرين وهذا غير مستغرب، فإن هذا الهرمون هو ذاته الذي يزيد إفرازه عند المرأة أثناء الرضاعة ويزيد من مشاعر التواصل والتلاحم والترابط بين الأم والطفل، لكن هذا الهرمون يقوم بوظيفة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، فهو يحمي من الآثار السلبية والضغوط الفسيولوجية والنفسية والعصبية بشتى أشكالها.
ومن الفوائد الأخرى لهرمون "الأوكسيتوسن" ما أوضحته الباحثة د. كاثلين لايد من جامعة شمال كارولينا، من أن الأوكسيتوسن إضافة لكونه يضفي علينا شعوراً جميلاً بشكل عام ويحسن المزاج، فإنه يخفض من نسبة الهرمونات المسؤولة عن الضغوط النفسية في الجسم ويخفض كذلك ضغط الدم، بل ويزيد القدرة على تحمل الآلام بأنواعها، ويساعد في سرعة التئام الجروح والشفاء من الأمراض.
وبذلك فإن الخالق جعل الحب جزءاً من تركيبة الجسم الكيميائية والفسيولوجية وجعل مركزه العقل، فالعقل هو أهم عضو مسؤول عن الحب وليس القلب. نعم إنه العقل .. الدماغ، ففي دراسات علمية عديدة منها دراسة د. هيلين فيشر التي قضت حياتها الأكاديمية كلها محاولة فهم ما يحدث في الدماغ عند الحب، وجدت أنه عندما يركز الشخص على من أو ما يحب فإن أجزاءً معينة ومحددة من الدماغ تشع وتضيء، مما يعني أن تلك المنطقة قد قام بتفعيلها، ومنها المنطقة المسؤولة عن إفراز هرمون "الدوبامين" الذي يلقب بهرمون المتعة أو السعادة، وكذلك هرمون "النورابينفرين"، وهذا يوضح الطاقة الهائلة التي يشعر بها من يحب شخصاً أو شيئاً ما، مما يجعله قادراً على أن يسهر الليالي دون نوم أو تعب أو يقطع مئات الأميال من أجل ما يحب ويغير عمله أو حتى أن يموت من أجل الشخص أو الشيء الذي يحب، فهذه الهرمونات التي تفرز في الدماغ وتتناسب مع شدة الحب يمكن أن تغرق الدماغ بكميات كبيرة لتمنح الجسم النشاط والقوة والحيوية والجلد والتركيز والقدرة على الاحتمال، وكلها يمكن التحكم فيها عن طريق تفعيل المناطق المحفزة في الدماغ على شكل هرمونات تتحكم في الجسم كله.
إن الأبحاث العلمية وبالاستعانة بالتقنية الحديثة استطاعت أن تكشف لنا أمراً عجيباً يحدث أثناء الإحساس بالحب، فعندما نشعر بالحب (بشكل عام) يفرز الجسم مادة حليبية بين خلاياه ولا نعرف هوية تلك المادة إلا أننا نعرف أن الخلايا تتقارب من بعضها بعضاً ويتحسن أداء كل عضو من أعضاء الجسم، وكأن كل خلية من خلايا الجسم أصبحت تحب أختها وتترابط معها لتحسين الأداء الوظيفي لكل عضو من أعضائها، ولذلك فإن عاطفة الحب تغير وبسرعة فزيولوجية الجسم وأداءه، فلا عجب أن تجد المحب يشعر بالقوة والفخر وتجده قادراً على التغلب على المشاكل مهما تعقدت، بل ويقهر العالم بأسره.
والعكس صحيح، فعندما يشعر الإنسان بالحزن أو البغض فإن هذه المادة الحليبية التي بين الخلايا تختفي وتتسارع حركة الخلايا في الجسم وتتنافر كأنها تبغض بعضها فيتدهور أداء أعضاء الجسم المختلفة فيشعر الإنسان حينها بالضعف والاكتئاب وانعدام القيمة والعجز عن القيام بأي عمل، بل ومغادرة الفراش كل صباح للذهاب إلى العمل، وهذا ما سنفصل فيه في المقال القادم الذي عنوانه (البغض يؤذيك قبل أن يؤذي غيرك).
إن الحب يعطي الإنسان فرصةً ووقتاً لإصلاح ما تلف في الجسم، فالحب يرسل رسائل لخلايا الجسم أن تبدأ في الإصلاح وإعادة البناء، إنها أعلى وأغلى وأهم طاقة يمتلكها الإنسان، الوقت والطاقة اللازمان لإصلاح الخلايا حتى لا يتأخر الإصلاح ويدفع الإنسان ثمن ذلك في إحدى صور الأمراض المختلفة والتي منها السرطانية.
حقاً إن الله خلقنا مهيئين للعلاج والشفاء الذاتي بأجسادنا وعقولنا وأرواحنا وجعل الحب أنجح تلك الوسائل لتحقيق هذا الشفاء.
ويُنظر للحب على أنه أفضل دواء مضاد للاكتئاب، بل لا تقل أهميتة لسلامة الإنسان عن الأكسجين الذي بدونه يموت. الحب مؤصل في فطرة الإنسان وفيه الخير الكثير له جسداً وعقلاً وروحاً، ولمكانة الحب ومنزلته جاء الإسلام حاثاً عليه ومهذباً وموجهاً له ليصبه كله لله، فالحياة كلها لله "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَه...".. فبالحب تكتشف حلاوة الإيمان "ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان..." وذكر منها "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله"، وبالحب يُستكمل الإيمان "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان".
وبالحب ندخل الجنة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا"، وبالحب تجلب محبة الله "وجبت محبتي للمتحابين فيَّ".
وبالحب تُجلب محبة الملأ الأعلى والقبول في الأرض، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلاناً فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض"، بل وحب كل كائنات الله في الأرض، فامرأة مومس دخلت الجنة في كلب سقته، بل وكل خلق الله حولنا، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا وهو ينظر إلى جبل ويحدث أصحابه قائلاً "إن أُحداً جبلٌ يحبنا ونحبه".
حقاً إن الحب ينفعك ويشفيك قبل أن ينفع غيرك ويشفيه، فإن كنت حقاً تحب نفسك وتسعى لنفعها وخيرها جسداً وعقلاً وروحاً، فعلّم نفسك أن تحب كل من حولك وكل ما حولك لله وفي الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق